للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣- المصريون القدماء:

اتجهت أبحاثهم إلى عدة فروع من الدراسات اللغوية، فدرس بعضهم الآثار الأدبية اليونانية القديمة دراسة فلولوجية، واتجه بعضهم إلى الدرس النحو، وفريق ثالث اتجه إلى وضع المعاجم. ودارت كل هذه الدراسات حول اللغة اليونانية وتركزت جميعها في الاسكندرية.

أما الدراسة الفلولوجية فقد وجدت في الإسكندرية في وقت مبكر جدًّا. وكان الهدف منها تصحيح النصوص المكتوبة وتفسيرها والتعليق.

عليها١. وظهرت في القرن الثالث قبل الميلاد شروح على أشطر هوميروس وغيره من الشعراء. كما وجه اهتمام إلى دراسة المفردات وجمع الألفاظ الصعبة أو الكلمات الشعرية أو الكلمات التي تنتمي إلى لهجات خاصة ٢.

وأما النحو فنبغ فيها علماء كثيرون أبرزهم Dionysius Thrax الذي ألف في النحو كتابًا اشتمل -ضمن ما اشتمل عليه- على آراء النحاة السابقين. ونال كتابه شهرة جعلته المرجع الأول للنحو اليوناني في الألف والثمانمائة سنة التالية. وقد أكد ديونسيوس العلاقة بين النحو والأدب، وأهمل كلية الكلام العامي، وزاد في أقسام الكلام حتى بلغ بها ثمانية، وكان بكل تأكيد تقدمًا كبيرًا بالنسبة لأفلاطون وأرسطو٣.

ويقول عنه أحد الباحثين: "إن جزءًا كبيرًا من نحونا مدين له. لقد كان عمله فذًّا في مدرسته لثلاثة عشر قرنًا. ويدين له بالفضل كذلك النحاة اللاتين القدماء وأهل العصور الوسطى"٤.

ومن أهم التجديدات والإضافات التي قام بها لغويو الاسكندرية رفضهم بعض أقسام الكلام التي توصل إليها سابقوهم وإضافتهم أقسامًا جديدة مثل حروف الإضافة Prepositions ومثل الضمير Pronoun، ومن ذلك فصلهم اسم الفاعل واسم المفعول عن الفعل.

وتناولوا الاسم من حيث التذكير والتأنيث ومن حيث العدد، وقسموا الفعل باعتبار الزمن والصيغة، وغير ذلك كثير.

وهناك نقطة أخرى هامة في نحوهم هي أنهم اهتموا فقط بالاستعمالات


١ السعران ص ٣٥١، ودي سوسير ص١.
٢ السعران: ص ٣٥١.
٣ "On Language" ص ٥.
٤ "Greek Pione" ص ١١٢ وانظر: "On Language" ص ٦.

<<  <   >  >>