كما أن العرب قد تأثروا بغيرهم ممن سبقهم، فقد أثروا في غيرهم بعد أن تمثلوا الثقافات الأجنبية المتنوعة. وقد امتد تأثيرهم -أو احتمالات تأثيرهم على الأقل- إلى شعوب كانت أسبق منهم في الدرس اللغوي مثل الهنود، والسريان، والمصريين.
وهناك جانبان بارزان أثر فيهما العرب على غيرهم وهما: النحو والمعجم.
أولًا - النحو
يبدو أثر العرب واضحًا في الدراسات النحوية الآتية:
١- النحو السرياني:
بعد أن اتصل السريان بالعرب عندما دخل العرب بلادهم فاتحين، وعدت اللغة العربية على لغتهم أثر ذلك على السريان فوضعوا نحوهم على نمط النحو العربي، لأنه أقرب إلى لغتهم من النحو اليوناني. وكان النحاة السريان في القرن الثاني عشر وما بعده يعكسون مناهج المدارس العربية الشهيرة في البصرة والكوفة. وقد وضع ابن العبري "ولد ١٢٢٦ م وتوفي ١٢٨٦ م" كتابًا كبيرًا في النحو سماه "كتاب الأشعة" على غرار كتاب "المفصل" للزمخشري "توفي عام ٥٣٨ هـ = ١١٤٣ م".
ويلاحظ أن ابن العبري في كتابه كان يتبع تقسيمات النحاة العرب١.