للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣- المآخذ على المعاجم العربية:

على الرغم من الجهود المضنية التي بذلها المعجميون العرب، لم يسلم عملهم من النقد، ولم يخل من المآخذ، ولعل أهم هذه المآخذ ما يأتي:

١- أكبر عقبة تصادف الباحث في معاجمنا اللغوية عدم ترتيب المواد ترتيبًا داخليًّا. ففيها خلط الأسماء بالأفعال، والثلاثي بالرباعي، والمجرد بالمزيد وخلط المشتقات بعضها ببعض "فربما رأيت الفعل الخماسي والسداسي قبل الثلاثي والرباعي، أو رأيت أحد معاني الفعل في أول المادة، وباقي معانيه في آخرها. ففي مادة "عرض" ذكر الجوهري المعارضة التي بمعنى المقابلة بعد المعارضة التي بمعنى المجانبة بثلاثة وبثلاثين سطرًا"١ وكذلك فعل الفيروزآبادي في مادة حب، فقد أورد في أولها: تحابوا أي: أحب بعضهم بعضًا، ثم قال بعد ستة وثلاثين سطرًا: والتحاب التواد. ومن هذا القبيل ما ورد في "لسان العرب" في مادة ظفر إذ قال: ظفره وظفره وأظفره غرز في وجهه ظفره. ثم ذكر بعد خمسة وثلاثين سطرًا ظفر به وعليه وظفره وأظفره الله به وعليه وظفره به٢.

لذلك كان على من يريد الكشف عن كلمة أن يراجع المادة كلها من أولهما إلى آخرها، ولا يكتفي بمصادفتها في مكان واحد، فربما تكرر ذكرها. ولهذا يقول أحمد فارس الشدياق: "ولا جرم أن هذا التخليط والتشويش في ذكر الألفاظ ليذهب بصبر المطلع، ويحرمه من الفوز بالمطلوب فيعود حائرًا بائرًا".


١ الجاسوس على القاموس، ص ١٠ من مقدمته.
٢- مقدمة "البستان" ص ٤٠ وانظر أمثلة أخرى من اللسان وأساس البلاغة في المعاجم اللغوية لأبي الفرج، ص ٤٢ وما بعدها.

<<  <   >  >>