للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أول من استخدم لفظ معجم:

لم يكن اللغويون أول من استعمل هذا اللفظ في معناه الاصطلاحي، وإنما سبقهم إلى ذلك رجال الحديث النبوي١ فقد أطلقوا كلمة معجم على الكتاب المرتب هجائيًّا الذي يجمع أسماء الصحابة ورواة الحديث. ويقال: إن البخاري كان أول من أطلق لفظة معجم وصفًا لأحد كتبه المرتبة على حروف المعجم "ولد البخاري سنة ١٩٤ هـ وتوفي ٢٥٦ هـ" ووضع أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى "٢١٠ - ٣٠٧ هـ" "معجم الصحابة"، ووضع البغوي "توفي ٣١٧ هـ" "معجم الحديث" ... وهكذا.

ويلاحظ أن اللغويين القدماء لم يستعملوا لفظ "معجم" ولم يطلقوه على مجموعاتهم اللغوية، وإنما كانوا يختارون لكل منها اسمًا خاصًّا به. فهذا "العين" وذاك "الجمهرة" وآخر "الصحاح" ... وهكذا. أما إطلاقنا للفظ "المعجم" على هذه الكتبفإطلاق متأخر.

معجم وقاموس:

من استعمالات العصر الحديث إطلاق اسم "القاموس" على أي معجم سواء كان باللغة العربية أو بأي لغة أجنبية: أو مزدوج اللغة. ولفظ القاموس"في اللغة لا يعنيهذا ولا شيئًا قريبًا من هذا: فالقاموس هو قعر البحر، أو وسطه، أو معظمه، وقال أبو عبيد: القاموس أبعد موضع غورًا في البحر٢ ومرجع هذا المعنى الذي ألصق بلفظ "قاموس" أن عالمًا من علماء القرن الثامن، واسمه "الفيروزآبادي" ألف معجمًا سماه "القاموس المحيط" وهذا وصف للمعجم بأنه بحر واسع أو عميق. كما نسمي بعض كتبنا: الشامل، أو الكامل: أو الوافي.. أو نحو ذلك.


١ انظر عدنان الخطيب: المعجم العربي، ص ٣٠ - ٣٤.
٢ انظر اللسان: قمس.

<<  <   >  >>