للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٤- أن هناك أحاديث عرف اعتناء ناقلها بلفظها لمقصود خاص، كالأحاديث التي قصد بها بيان فصاحته -صلى الله عليه وسلم- ككتابه لهمدان، وكتابه لوائل ابن حجر، والأمثال النبوية ١.

٥- وإذا كان قد وقع في رواية بعض الأحاديث غلط أو تصحيف؛ فإن هذا لا يقتضي ترك الاحتجاج به جملة، وإنما غايته ترك الاحتجاج بهذه الأحاديث فقط، وحمله على قلة ضبط أحد الرواة في هذه الألفاظ خاصة٢، وقد وقع في الأشعار غلط وتصحيف، ومع ذلك فهي حجة من غير خلاف، وإذا كان العسكري قد ألف كتابًا في تصحيف رواة الحديث، فقد ألف كتابًا فيما وقع من أصحاب اللغة والشعر من التصحيف٣.

٦ لو صح أن القدماء لم يستشهدوا بالحديث فليس معناه أنهم كانوا لا يجيزون الاستشهاد به، إذ لا يلزم من عدم استدلالهم بالحديث عدم صحة الاستدلال به"٤، فقد تكون العلة لتركه "عدم تعاطيهم إياه". وقد ثبت فعلًا أن أوائل النحاة من شيوخ سيبويه حتى زمن تدوين صحيح البخاري لم يكثروا من الاستشهاد بالحديث لأنه لم يكن مدونًا في زمانهم٥.

٧- على أني وجدت من قدامى اللغويين من استشهد بالحديث في مسائل اللغة كأبي عمرو بن العلاء٦ والخليل٧ والكسائي٨.


١ خزانة الأدب ١/ ٦ عن الشاطبي.
٢ مجلة المجمع اللغوي ٣/ ٢٠٧.
٣ المرجع والصفحة.
٤ خزانة الأدب ١/ ٥.
٥ شرح كافية المتحفظ ورقة ١٦، وانظر خديجة الحديثي ص ٤١٢
٦ إعراب القرآن للنحاس ورقة ١٣٨.
٧ العين ١/ ٧٠- ٧٢ وغير ذلك كثير.
٨ إعراب القرآن للنحاس ورقة ٧٢.

<<  <   >  >>