جـ- أن الهنود كانوا ينظرون إلى الدراسة الصوتية على أنها فرع مستقل من فروع علم اللغة في حين أن اللغويين العرب اعتبروها دراسة تابعة. وأول مؤلف مستقل في الأصوات عند العرب لم يظهر إلا على يد ابن جني في القرن الرابع الهجري.
كما لا يصح أن يقلل من جهد الخليل في معجمه "العين". فعلى فرض أخذه الأساس الصوتي عن الهنود فله فضل تطبيقه في لغة أخرى، كما أن أصالته تظهر فيما يأتي:
أ- جمعه المادة اللغوية بالطريقة الإحصائية التي سبق ذكرها، مع حرصه على الشمول.
ب- التقسيم الكمي الذي اتبعه وتفريقه بين الصحاح والعلل.
جـ- شرحه الكلمات شرحًا دقيقًا، والاستشهاد عليها بالقرآن والحديث والشعر.
ثم إن عملية الترتيب الهجائي في حد ذاتها لم تكن شيئًا جديدًا على العقلية العربية، فقد كان العرب يستخدمون الترتيب الأبجدي: أبجد هوز إلى أن استخدموا الترتيب الألفبائي الذي وضعه نصر بن عاصم ورتب الحروف فيه ترتيبًا جديدًا اقتضاه وضع الحروف المتشابهة في الصورة متجاورة، والبدء بالثلاثيات ثم الثنائيات ثم المفردات التي لا أشباه لها، وتركت الهمزة أولًا كما كانت في النظام القديم.
أما في مجال النحو فهناك تشابه في بعض الجزئيات بين الهنود والعرب مثل:
أ- تقسيم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف.
ب- التمييز بين الحروف الأصلية "الجذر أو الأصل" والحروف المزيدة.