للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من الكلمات بحسب صورتها الخارجية. ولهذا فإنك تجد كلمات ذات أصول اشتقاقية متباعدة، تجدها في مكان واحد. وقد أعطى المؤلف في معجمه قائمة بالكلمات ذات الأصل الواحد، وأخرى بالكلمات ذات الأصلين. وقد تحدث ميناحيم عن حروف الهجاء التي لا تأتي إلا أصلية فقط وعن الحروف التي تأتي أصلية وزائدة. وقد كان ميناحيم من سكان قرطبة وولد عام ٩١٠ ومات عام ٩٧٠م١.

يهوذا بن حيوج الذي ارتفع بعلم اللغة العبري إلى مستوى علمي رفيع. وقد كان من مواطني فاس ومن تلاميذ ميناحيم السابق ذكره. وبلغ من علو مكانته أن اعتبره بعض المؤرخين أول النحاة العبريين، وقد ساعدته معلوماته العميقة في العربية ودراساتها على التعمق في البحث اللغوي العبري. وقد وصلتنا أجزاء من بعض مؤلفاته٣ كما وصلنا أحد أعماله كاملًا متمثلًا في ثلاث رسائل كتبته باللغة العربية.

وفي إحدى هذه الرسائل نجد دراسة فونولوجية متقدمة، تعالج العلل والسواكن

والتنغيم والنبر والمقطع.

ومن الخصائص الفونولوجية التي ذكرها المؤلف أنه لا توجد كلمة عبرية تبدأ بساكن غير متبوع بعلة، كما لا توجد كلمة تنتهي بعلة.

وبلغ من عمق تحليلاته ودقتها أن اعتبره بعضهم صاحب "أول محاولة لوضع قواعد فونولوجية للغة العبرية مؤسسة على أسس علمية"٣.


١ المرجع ص ٢٤ - ٢٦. ودائرة المعارف اليهودية Menahem b. saruq" ودائرة المعارف البريطانية "Dictionary".
٢ من ذلك قطع من أحد كتبه عثر عليها في لينجراد ونشرت عام ١٩١٦. وهي تعالج اشتقاق بعض الكلمات العبرية. كما تفرق بين الكلمات ذات الأصوات المختلفة التي تبدو متفقة في الصورة.
٣ Literary History of Hebrew ص ٣٥- ٣٩.

<<  <   >  >>