للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أعدال مطروحة مكتوب عليها "لأبو فلان" فقال: يا رب، يلحنون ويرزقون؟ وما يروى أن رجلًا دخل على زياد فقال له: إن أبينا هلك وإن أخينا غصبنا على ميراثنا من أبانا، فقال له زياد: ما ضيعت من نفسك أكثر مما ضع من مالك١.

٤- الخطأ في بنية الكلمة، كما يقال: إن أول لحن سُمع بالبادية قولهم: "هذه عصاتي"٢.

ولم ينج الحكام والخلفاء من الوقوع في اللحن. فمنهم من كان بعد ذلك يكابر. ومنهم من كان يخجل ويحاول إصلاح نفسه وتقويم لسانه. فمن النوع الأول ما يروى أن بعض الأمراء بالبصرة كان يقرأ: "إنّ اللهَ ومَلائِكَتُه" بالرفع- فمضى إليه الأخفش ناصحًا فانتهره، وقال له: تلحنون أمراءكم٣.

ومن النوع الثاني الحجاج بن يوسف الثقفي الذي بلغ من حرصه على توقي اللحن وتقززه منه أن أبعد يحيى ابن يعمر الليثي؛ لأنه اطلع على لحن له. والحكاية كما ترويها كتب اللغة والأدب تتلخص في أن الحجاج سأل يحيى بن يعمر. أتراني ألحن على المنبر؟ فقال يحيى -خوفًا من سطوة الحجاج وجبروته-: الأمير أفصح الناس إلا أنه لم يكن يروي الشعر فكرر الحجاج سؤاله فقال يحيى: نعم في آي القرآن،


١ من تاريخ النحو ص١٠. وهناك أمثلة أخرى كثيرة لهذا النوع كما يروى أن عمر بن الخطاب مر على قوم يرمون بالسهام فلم يعجبه رميهم. ولما أبدى هذا قالوا: إننا قوم متعلمين. وروي أن بشر بن مروان قال لغلام له: ادع صالحًا فقال الغلام: يا صالحًا، فقال بشر: ألغ منها ألف. فقال له عمر بن عبد العزيز وكان حاضرًا المجلس: وأنت فزد على ألفك ألفًا.
٢ مطر ص ٢٩. ومن أمثلته كذلك أن رجلًا قال لأعرابي: كيف أهلك، بكسر اللام، فقال: صلبا. لأنه أجابه على فهمه ولم يعلم أنه أراد السؤال عن أهله وعياله.
٣ من تاريخ النحو ص ١٨.

<<  <   >  >>