للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أجل كانت في البر ترعى, فبعث الله تعالى إليها جبريل فساقها وما معها, حتى قذفها في البحر"١، ٢.

وذكر أيضا عند تفسيره للآية السابقة حديثا: "عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بلباس الصوف تجدون به قلة الأكل، وعليكم بلباس الصوف تعرفون به الآخرة، إن النظر في الصوف ليورث في القلب التفكر, والتفكر يورث الحكمة, والحكمة تجري في الجوف مجرى الدم, فمن كثر تفكره قل طعامه وكلّ لسانه, ومن قل تفكره كثر طعامه وقسا قلبه, والقلب القاسي بعيد من الله -عز وجل- بعيد من الجنة, قريب من النار" ٣، ٤.

وقد يذكر المؤلف الحديث الصحيح الذي لا يوافق مذهبه بصيغة التشكيك في صحته, فمن ذلك مثلا قوله عن حديث الرؤية الثابت "إنكم سترون ربكم ... " الحديث: "وحديث الرؤية إن صح فمعناه ... "٥.

الأخذ بالإسرائيليات:

ولا شك أن الموقف الصحيح من الإسرائيليات معروف بين، فما وافق شريعتنا تجوز روايته للاستشهاد لا للاعتقاد, وما خالفها لا تصح روايته, وما ليس من هذا ولا من ذاك فلا بأس بحكايته من غير تصديق ولا تكذيب، بل قال


١ هميان الزاد ج١ ص٤٧٦.
٢ الحديث موضوع. انظر تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة, لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني ج١ ص٢٤٦.
٣ هميان الزاد ج١ ص٤٧٧.
٤ قلت: ما أورده المؤلف من الحديث إنما هو الزيادة, وأصل الحديث: "عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم". قال البيهقي عن هذه الزيادة: "وهذه زيادة منكرة"، وقال ابن الجوزي في الموضوعات: "لا يصح, الكديمي يضع، وشيخه لا يحتج به"، وقال بهذا أيضا السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ج٢ ص٢٦٤.
٥ هميان الزاد ج٥ ص١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>