ظاهرة بارزة في تاريخ الأباضية العلمي هي قلة المؤلفات ليس في العصر الحديث فحسب، بل في القديم أيضا، وتبرز هذه الظاهرة أكثر ما تبرز في إنتاجهم في تفسير القرآن الكريم, إذ لا يكاد يذكر لهم من تفسير سوى تفاسير ثلاثة في القديم, وثلاثة في العصر الحديث.
ومن الثلاثة القديمة لا يوجد إلا تفسير واحد في أربعة مجلدات, ومؤلفه هود بن محكم وتداوله بين الأباضية في المغرب، أما الباقي فمفقود وهما تفسير عبد الرحمن بن رستم الفارسي من القرن الثالث، وتفسير يوسف بن إبراهيم الورجلاني من أهل القرن السادس الهجري١.
وفي العصر الحديث لا تجد إلا ثلاثة تفاسير, وتعجب إذا عرفت أنها كلها
١ انظر "التفسير والمفسرون": محمد حسين الذهبي ج٢ ص٣١٥.