ما زالت يدي تمسك بالقلم حينا وتتركه حينا ذلكم أني ترددت كثيرا ووقفت طويلا.
ووقفت حائرا بين داعٍ يدعوني لكتابة ترجمة لسيد قطب رحمه الله تعالى كما ترجمت لغيره عند تناول تفاسيرهم.
وبين داعٍ يدعوني أن لا أكتب شيئا عنه، وكيف أكتب في صفحة أو صفحتين عن رجل كتب عنه العلماء في أكثر من عشرة كتب بعضها في مجلدات ضخمة، دع عنك التراجم والدراسات التي لا يكاد يخلو منها مؤلف في العصر الحديث عن الدراسات الإسلامية والقرآنية.
هل من اللائق لمثلي أن يكتب هذه الترجمة أمام هذه المؤلفات والدراسات الأصيلة عنه. وما الجديد فيما يقول شخص لم ولن يخرج عما قيل في هذه المؤلفات عنه رحمه الله تعالى.
ما زلت بين هذا وذاك حتى قر قراري على وجوب الترجمة ولو كانت موجزة وحتى لو لم تأتِ بجديد وحتى لو كانت أقل درجة؛ لأن ما سأذكره يكاد أن يكون القاسم المشترك بين هذه المؤلفات كلها وما يضير أن أشترك معهم في مقام كهذا ولذا فقد اخترت أن أكتب هذه الترجمة الموجزة التي أحسبها سهما -مجرد سهم- يشير إلى المؤلفات الضخمة عنه وحتى هذه المؤلفات لا أحسبها إلا سهما -أيضا- لكنها سهم ضخم يرشد إلى رجل لا كالرجال.
اسمه ونشأته:
سيد بن الحاج قطب بن إبراهيم: ولد في قرية من قرى الصعيد تتبع محافظة أسيوط اسمها "موشة" التي قدم إليها جده الخامس من الهند.
وكانت ولادته سنة ١٩٠٦م حيث نشأ في أسرة ليست عظيمة الثراء وإن