آتى الله سبحانه وتعالى سيد قطب رحمه الله تعالى موهبة أدبية رائعة وأسلوبا أدبيًّا ساميًا. لا يشك في ذلك اثنان وفي أنه استخدم هذه الموهبة في تفسيره خير استخدام، ولعل هذا من أسباب القبول الذي لقيه الكتاب بين المسلمين في عصرنا هذا.
وقد انفرد سيد رحمه الله تعالى بهذا الأسلوب من بين كثير من المفسرين في القديم وفي الحديث، فلا تكاد مهما بلغ جهدك أن تجد أحدا يجاريه في أسلوبه الأدبي المميز، وإنك لتشعر إن كنت ممن يتذوقون الأساليب أن فيما يكتب سيد إشراقا وعذوبة وروحا، قلما تبدو فيما يكتبه الآخرون.
ونحن نظلم تفسيره ونبخسه حقه إن اخترنا مثالا لذلك موهمين أن ما اخترنا هو المثل فكل تفسيره بلغ الرتبة، وكلها كانت له تلك المنزلة وحين نختار مثلا فليس لمزيد فضل فيه وإنما للتوضيح والبيان وضرب المثل فحسب.
وإذا كان الأمر كذلك فهذا تفسيره لسورة الضحى أقتطف لك منه ما يوقفك على ما ذكرت.
قال رحمه الله تعالى: "هذه السورة بموضوعها وتعبيرها ومشاهدها وظلالها، وإيقاعها، لمسة من حنان، ونسمة من رحمة، وطائف من ود، ويد حانية تمسح على الآلام والمواجع، وتنسم بالروح والرضى والأمل، وتسكب البرد والطمأنينية واليقين.