للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رأيي في هذا المنهج]

كأي منهج في التفسير لا شك أن لهذا اللون من التفسير محاسنه وله عيوبه. ولئن ذكرنا في بعض أسسه وقواعده ما قد نحسبه خللا، فإنه بحسابنا يغني عن إعادته كرة أخرى في هذا الموضع.

ومع هذا فإني مورد هنا ما لم أورده هناك وسأرتبها هنا حسب ترتيبها المنهجي فمن ذلك مثلا:

أولا- التفسير الموضوعي:

ولنا في دعوة الأستاذ أمين إلى التفسير الموضوعي أكثر من وقفة؛ أولها: أن التفسير الأدبي وهو يدعو إلى سلوك سبيل التفسير الموضوعي لا يقدم خطة مثالية لسلوكه وإنما يكتفي بإبراز محاسن التفسير الموضوعي دون أن يخطو إلى رسم خطوات السير فيه.

وإذا نظرنا إلى الدراسات الأدبية التطبيقية لهذا المنهج وجدناها تسلك التفسير الموضوعي حقيقة أو اعتقادا، ووجدناها أيضا لا تلتزم موضوعا واحدا بعينه، فيكتب أحدهم مثلا عن قصص القرآن وآخر عن جدله وآخر عن أمثاله أو اقسامه وآخر عن الأموال وعن القادة الرسل أو عن السلام في الإسلام أو عن الدولة ونظام الحكم في الإسلام وغير ذلك من الموضوعات.

ولا شك أن هذا التفاوت والتباين والتعدد في الموضوعات يخدم المفسر الفرد في اختيار ما يلائم رغبته، فيختار من هذا البحر من الموضوعات ما يناسب رغبته، لكن وهنا المحك؛ كيف ستختار أو تكتب هيئة أو منظمة أو لجنة تسعى لتفسير القرآن الكريم كله -أكرر كله- تفسيرا موضوعيا. الملاءمة الشخصية والمناسبة للرغبة الفردية مفقودة فيها وهي مجموعة أفرادا؟! ولا يبقى من سبيل

<<  <  ج: ص:  >  >>