جلَّ من لا عيب فيه وعلا، ما كتب أحد من البشر كتابا إلا وبدا فيه موضع نقص وموضع عيب، ولو أعاد بنفسه النظر فيما كتب لوجد من ذلك شيئا منها ما يعرف عذره فيه، ومنها ما لا يرى فيه عذرا.
كتب سيد قطب رحمه الله تعالى تفسيره وطبعه الطبعة الأولى ولما أعاد النظر فيه كادت التعديلات أن تكون تفسيرا جديدا وجاءت بأكثر من ضعف حجم الكتاب أولا.
ولا شك أنَّا لا ندعي عصمة لسيد قطب رحمه الله تعالى ولا لتفسيره ولكن هذا لا يبرر لنا أن ننفخ بأفواهنا في هفواته الصغيرة حتى تبدو كبيرة، فليست هذه من شيم المؤمنين وليست من أخلاقهم.
والله سبحانه وتعالى جعل للميزان كفتين كفة للحسنات وكفة للسيئات ويخطئ منا نحن البشر من لا يجعل للناس إلا كفة واحدة يزن بها أعمالهم؛ فإنه حينئذ لن يصل إلى الوزن الحق، ويخطئ من ينظر إلى كفة الحسنات وقد ثقلت وينظر إلى كفة السيئات وقد خفت فيذم بالثانية ولا يحمد بالأولى؛ أوَليست الحسنات يذهبن السيئات إذا فما باله كذلك.
ولقد أشرت إلى بعض محاسن تفسير سيد قطب رحمه الله تعالى وأبرزت وجهها الناصع وما لم أذكر أكثر مما ذكرت.
ومن الحق أن أشير إشارة سريعة إلى بعض المآخذ التي أخذت على سيد قطب رحمه الله تعالى في تفسيره وكان حقها أن تهمل ولا تذكر تطمسها