ونذكر من هؤلاء المؤيدين لهذا التفسير العلمي عددًا من العلماء المسلمين، الذين أظهروا تأييدهم له وأعلنوه، وكانوا من أوائل مطبقيه على نصوص القرآن الكريم؛ ومن هؤلاء:
الإمام الغزالي:
وقد بسط القول في هذا في كتابيه: إحياء علوم الدين، وجواهر القرآن، فقد عقد في أولهما الباب الرابع من كتاب آداب تلاوة القرآن في:"فهم القرآن وتفسيره بالرأي من غير نقل"، دلل فيه على أن القرآن يشتمل على مجامع العلوم كلها، فقال مثلًا:"اعلم أن مَن زعم أن لا معنى للقرآن إلا ما ترجمه ظاهر التفسير فهو مخبر عن حد نفسه، وهو مصيب في الإخبار عن نفسه؛ ولكنه مخطئ في الحكم برد الخَلْق كافة إلى درجته التي هي حده ومحطه؛ بل الأخبار والآثار تدل على أن في معاني القرآن متسعًا للأرباب الفهم، قال علي -رضي الله عنه-: "إلا أن يؤتي الله عبدًا فهمًا في القرآن"، فإن لم يكن سوى الترجمة المنقولة فما ذلك الفهم، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن للقرآن ظهرًا وبطنًا وحدًّا ومطلعًا"١.
١ سئل ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عن حديث: "للقرآن باطن، وللباطن باطن إلى سبعة أبطن"، فقال: "أما الحديث المذكور فمن الأحاديث المختلقة، التي لم يروها أحدٌ من أهل العلم، ولا يوجد في شيء من كتب الحديث؛ ولكن يُروَى عن الحسن البصري موقوفًا أو مرسلًا "أن لكل آية ظهرًا وبطنًا وحدًّا ومطلعًا". مجموع الفتاوى: لابن تيمية ج١٣ ص٢٣١، ٢٣٢، وانظر ما كتبته عن الظاهر والباطن في منهج أهل السنة والجماعة.