للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثالث: منهج الأباضية في تفسير القرآن الكريم]

[التعريف بالأباضية]

لا أريد أن أتحدث عن نشأة فرقة الخوارج هنا؛ لأن انقداح شرارتهم الأولى بعد التحكيم بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما- أمر مشهور. هذا أولا, ولأنه لم يبق منهم في وقتنا هذا أحد, وهذا ثانيا. أما ثالثا فلأن الأباضية يرفضون كل الرفض وينفون كل النفي نسبتهم إلى الخوارج ويصفون "إطلاق لفظ الخوارج على الأباضية أهل الحق والاستقامة من الدعايات المغرضة التي نشأت عن التعصب السياسي أولا, ثم المذهبي ثانيا لما ظهر غلاة المذاهب, وقد خلطوا بين الأباضية والأزارقة والصفرية والنجدية, فالأباضية أهل الحق لم يجمعهم جامع بالصفرية والأزارقة ومن نحا نحوهم إلا إنكار التحكيم بين علي ومعاوية وهو رأي علي قبل الضغط عليه بقبول التحكيم, ولما كان مخالفونا لا يتورعون ولا يكلفون أنفسهم مئونة البحث عن الحق ليقفوا عنده, خلطوا بين الأباضية أهل الحق الذين لا يستبيحون مالا ولا قطرة من دم موحد وبين من استحلوا الدماء بالمعصية الكبيرة حتى قتلوا الأطفال تبعا لآبائهم, مع أن الفرق كبير جدا كالفرق بين المستحل والمحرم, فماذا بعد الحق إلا الضلال؟! "١.

لهذه الأمور نقتصر في هذا الموضع على فرقة الأباضية وحدها, وقد آثرنا ألا ننقل إلا من كتبهم أو ما طبع تحت إشرافهم أو ما لا ينكرون نسبته إليهم.


١ الأباضية بالجريد, تأليف صالح باجية من مقدمة محمد حمد الحارثي "أباضي" ص٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>