للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الثالث: منهج المدرسة الاجتماعية الحديثة في التفسير]

تمهيد ١:

كأني بك تنظر إليَّ مندهشًا، وتحدق بي متعجبًا، وألمح على شفتيك سؤالًا؛ بل أسئلة تزاحمت في الظهور، فلم يُتح الزحام لها سبيلًا للخروج؛ فانعكست بين ثنايا وجهك معلنة عن معناها! قرأت منها فيما قرأت:

أليس الإسلام هو دين العقل؟ هل جاء في الإسلام ما يخالف العقل، أو جاء العقل بما يبطل شيئًا من الإسلام؟ إذًا فكيف تضع للعقل منهجًا في التفسير؟ هل المناهج الأخرى مجردة من العقل؟ أوليس أصحاب بعضها هم العقلاء؟ إذًا فكيف يكون المنهج هنا هو الموسوم بالعقل وهو هناك مجرد منه؟!

أسئلة كثيرة مدارها العقل والتفسير ومنهج الإسلام، فيها قطعت استرسالي في قراءتها لأربت على كتف صاحبها قائلًا: على مهلك وعلى رَسْلك، لا أظنك أول مَن شكك بين هذا المنهج وصفته، فلا يلزم إذًا ما اتصفت طائفة بصفة اتصافها بها حقيقة، كما لا يلزم من تجرد اسمها من هذه الصفة خلوها منها، في المؤلفات العلمية إذا لم يطابق العنوان محتوى الكتاب وصفوه -حديثًا- بأنه من خداع


١ كنت أود أن أستغني عن هذا الباب بكتابي "منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير"؛ لولا أني أحببت وفاء هذه الدراسة بالمناهج والاتجاهات في القرن الرابع عشر؛ فكتبت ما كتبت في هذا الباب ملخصًا في غالبه من ذاك، ومن أراد التوسع فقد أشرت إلى سبيله.

<<  <  ج: ص:  >  >>