[أهم المؤلفات في التفسير الإشاري]
[مدخل]
...
[أهم المؤلفات في التفسير الإشاري]
انقسم المفسرون السابقون في تفاسيرهم من ناحية التفسير الإشاري إلى أقسام خمسة:
الأول: من أعرض كل الإعراض عن هذا اللون من التفسير ولا تجد له فيه ذكرا, وأمثلة هذا النوع كثيرة.
الثاني: من التزم في أكثر تفسيره التفسير بالظاهر مع إشارات قليلة إلى التفسير الإشاري, ومثاله تفسير النيسابوري.
الثالث: من جعل غالب همه في التفسير الإشاري, لكن يضيف إليه بقلة التفسير الظاهر, كتفسير سهل التستري.
الرابع: من جعل همه كله في التفسير الإشاري ولا يشير مطلقا إلى التفسير الظاهر, كتفسير أبي عبد الرحمن السلمي.
الخامس: من جمع بين التفسير الإشاري والتفسير الصوفي النظري مع الإعراض كل الإعراض عن التفسير بالظاهر, وذلك كتفسير ابن عربي.
هذه أقسام خمسة كان المفسرون عليها قديما, وإذا عدت إلى الحاضر لم تكد تجد أحدا من الأنواع الثلاثة الأخيرة، على حد علمي. أما اللون الأول فهو الموجود وبكثرة, وأما اللون الثاني فموجود ولكن أقل كثرة من سابقه.
ومما زاد القلة قلة أن بعض أقطاب التصوف في العصر الحديث ألفوا في التفسير، ولا يكاد القارئ يجد أية دلالة لا من قريب ولا من بعيد على انتمائهم الصوفي في التفسير, بينما تنضح بل تفيض كتبهم الأخرى برموزهم واصطلاحاتهم.
وفي مقابل هؤلاء وجد في تفاسير بعض غير الصوفيين، بل ومن المعروفين بمحاربة بدع الصوفية، وجد في تفاسيرهم هذا اللون من التفسير وهو وإن كان بقلة إلا أنهم عرفوا به وذلك كبعض تفاسير محمد عبده في تفسير المنار. وهم وإن كانوا لا يشيرون لا من قريب ولا من بعيد إلى انتماء هذا النوع من التفسير لديهم إلى اللون الصوفي إلا أن العلاقة بينهما واضحة, فكلاهما يصرف ظاهر الآية عن معناه الحقيقي إلى معنى باطني لا صلة له لفظية أو معنوية بها فهو صرف