للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نماذج من هذا اللون في التفسير]

ويمتاز هذا اللون عن سابقه بكثرة الذين كتبوا فيه مقالات ودراسات ومؤلفات، وأكثر ما يدخل تحته التفسير العلمي، وقد سبق أن أفردنا هذا بمنهج خاص لكن هذا المنهج قد تطرف فيه بعض من تناولوا التفسير وخرجوا عن حدود التفسير المقبول إلى منطقة التفسير المردود؛ فأصبح تفسيرهم باللون الإلحادي ألصق وإن كانت صبغته علمية.

ثم يليه في الكثرة آيات الأحكام التي ولج إليها طائفة أرادوا أن يعدلوا في الأحكام الرعية حسب ما يرونه ملائما للعصر حتى وإن لم تطاوعهم الآية؛ فإنهم يلوونها ليلا، وكأنهم قد قرروا الحكم الذي يريدون قبل أن ينظروا في الآية، ثم أرادوا أن يطبقوا الآية بعد ذلك على الحكم الذي قرروه قبل، ولا شك أن هذا إلحاد بالآية إلى غير مدلولها.

خذ مثلا عباس محمود العقاد -عفا الله عنا وعنه- يقول في قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ١: "من هو السارق؟ هل هو من يسرق مرة واحدة أو من تعود السرقة؟ فإن كلمة الكاتب مثلا لا تطلق على كل من يكتب، ويقرأ وإنما تطلق على من تعود الكتابة وأكثر منها والإشارة إلى النكال وإلى عزة الله في الآية الكريمة قد تفيد معنى الاستشراء والاستفحال الذي يقضي بالنكال وأيا كان المقصود


١ سورة المائدة: من الآية ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>