لا يكاد الباحث يجد من فارق كبير بين الفقه الإباضي وفقه المذاهب الأربعة عند أهل السنة والجماعة إلا النادر، وإلا مثل ما يقع بين مذهب وآخر منها.
وقد ذكر الشيخ أبو الربيع سليمان الباروني -من الإباضية- بعض أوجه الخلاف بين أهل السنة والجماعة والإباضية في مسائل العقيدة، وعقب على ما ذكر قائلًا:"وما عدا ما تقدم فالخلاف فيه، سواء في العبادات والمعاملات، شأنه شأن الخلافات الواقعة بين المذاهب الأربعة، فما تجده سائغًا عند الإباضية والمالكية قد تجده ممنوعًا عند الحنفية والشافعية مثلًا والعكس، وهكذا في أغلب المسائل"١.
وقد نظرت في بعض الخلافات ولم أجد من فارق، اللهم إلا المسح على الخفين؛ إذ يرى أهل السنة والجماعة أنه متواتر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أن الإباضية لا يقولون به، وما عدا هذا فيما اطلعت لا يكاد يُذكر.
ولذا فإني أقتصر على بعض الأمثلة على تفسيرهم لبعض ما ورد من آيات الأحكام.
وكما كانت دراستي عن منهج الإباضية في التفسير معتمدة على تفسيرين للشيخ محمد بن يوسف إطفيش؛ لعدم وجود سواهما، فإن الأمر كذلك هنا.
الأمثلة:
١ مختصر تاريخ الإباضية: أبوالربيع سليمان الباروني ص٦٩.