مما سبق في بيان أدوار الصوفية يتبين أن التصوف ينقسم إلى قسمين:
الأول: تصوف نظري فلسفي وهو التصوف الذي يقوم على دراسات وأبحاث فلسفية، وقد تطور هذا النوع وأدى بأكثر أصحابه إلى الإلحاد, والخروج عن الإسلام بما أوردوه من اصطلاحات وعبارات تخالف الإسلام من أصوله, وهو إلحاد فكري.
الثاني: تصوف عملي وهو القائم على التقشف والزهد والتفاني في الطاعة، وقد أدى هذا القسم بطائفة كبيرة من المنتسبين إليه إلى أمور شركية من اتخاذ الأولياء وعبادة القبور واتخاذ التكايا وما يسمى مجالس الذكر, فكثر فيهم المشعوذون والدجالون, واتخذوا بعض الاصطلاحات والعبارات وضمنوها أسرارا ومكنونات لا يكشفها ولا يدريها إلا أصحاب المقامات, وفسروا على ضوئها آيات القرآن الكريم.
وعلى ضوء هذين القسمين, انقسم التفسير عند الصوفية إلى اتجاهين:
١- تفسير صوفي نظري.
٢- تفسير صوفي فيضي أو إشاري.
التفسير الصوفي النظري:
وقد سلك هذا الاتجاه في التفسير فلاسفة الصوفية, ويعد ابن عربي شيخ هذه الطريقة١, وهي طريقة قصدها الشيخ محمد حسين الذهبي حين قال: "يأبى الصوفي إلا أن يحول القرآن عن هدفه ومقصده إلى ما يقصده هو, ويرمي