للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محاسن تفسيره ومزاياه الكبرى كالشمس تطلع فتخفي النجم، ولكننا ننظر بعين من يقول هذا ويقول ذاك؛ التماسا للحق.

ففي التفسير بالمأثور نرى سيد قطب رحمه الله تعالى يوليه اهتماما ويورد كثيرا من الأحاديث في تفسيره لكنه أحيانا يورد تفسيره خاليا من أحاديث صريحة صحيحة وأحيانا يورد بعض الأحاديث الضعيفة من غير بيان درجتها وينسبها أحيانا لغير كتب الرواية.

ولتعلقه رحمه الله تعالى بالأسلوب الأدبي فقد كان غفر الله لنا وله يقع أحيانا في أساليب أدبية بحتة لم تهذبها العقيدة الصحيحة، ولعل مرد ذلك أن ثقافة سيد رحمه الله تعالى كانت في أولها ثقافة أدبية تحول بعدها إلى الدراسة الشرعية وراح يستدرك بالأخيرة ما أوقعته فيه الأولى وفات عليه في استدراكه هذا عبارات ومنها قوله عن توكل المؤمن على ربه واطمئنانه إلى موقفه وطريقه "إنها كلمة المطمئن إلى موقفه وطريقه. المالئ يديه من وليه وناصره"١ ومنها وصفه للبشرية بأنها: "لن تجد السعادة إلا حين ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير كما ترد الجهاز الزهيد إلى صانعه الصغير"٢ ومنها وصفه للصلة بين العبد وربه: "حين يرفع الله عباده الذين يؤثرونه ويحبونه إلى مرتبة يتحرج القلم من وصفها لولا أن فضل الله يجود بها مرتبة الصداقة.. الصداقة بين الرب والعبد"٣!! ونحو ذلك من العبارات التي لا نرتضيها، ولا نظنه رحمه الله تعالى وغفر لنا وله إلا وقد كتبها أثناء تأثره بالثقافة الأدبية وقبل أن تصقل فكره الدراسة الشرعية وفات عليه استدراكها بعد ذلك.

ومن الملاحظات أيضا تحديده وقت الإمساك للصائم في قوله تعالى:

{كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} ٤ بأنه قبل طلوع الشمس بقليل وإننا نمسك الآن وفق المواعيد المعروفة في قطرنا


١ في ظلال القرآن: ج٤ ص٢٠٩١.
٢ في ظلال القرآن: ج١ ص١٥.
٣ في ظلال القرآن: ج٦ ص٣٨٧٥.
٤ سورة البقرة: ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>