للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن كثير-رحمه الله- عن هذا النوع: "وكثير من ذلك مما لا فائدة فيه ولا حاصل له مما ينتفع به في الدين, ولو كانت فائدته تعود على المكلفين في دينهم لبينته هذه الشريعة الكاملة الشاملة"١.

والاستشهاد بالإسرائيليات على كل حال مذموم في التفسير للقرآن الكريم, خاصة إذا كثر إيراده والاستطراد فيه إلى حد رواية الغرائب والعجائب التي تصرف عن التدبر في آيات القرآن الكريم.

والمؤلف أكثر من الأخذ بالإسرائيليات وأورد منها في القصص والأخبار ما يصرف القارئ عن تدبر الآيات ومعانيها, واستطرد فيها استطرادا يجعل القارئ ينسى لطول الحديث الآيات المتناولة بالتفسير.

وقد أورد في تفسير قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} ٢ أقوالا في كيفية إزلال الشيطان -لعنه الله- لآدم وحواء -عليهما السلام- ومن ذلك: " ... وقيل: قام عند الباب فناداهما وروى أنه أراد الدخول, فمنعته الخزنة فدخل في فم الحية, فدخلت به وهم لا يشعرون "!! وقيل: تمثل في صورة دابة فدخل ولم يشعروا "!! " وقيل: كانت الجن تدخل الجنة وإنما منع منها إبليس وحده فأرسل بعض أتباعه منهم فأزلهما فنسب الإزلال إليه لأنه آمر به ومحب له, وذكر بعضهم أن الحية كانت صديقة لإبليس, فلما منعته الخزنة من الدخول أتاها فسألها أن تدخله الجنة في فيها فأدخلته وهم لا يعلمون به "!! " مع أنها مرت عليهم وكان لها أربع قوائم كقوائم البعير من أحسن الدواب, وكانت من خزان الجنة قيل: وسم أنيابها من مكث إبليس في فيها ومسخها الله -عز وجل- لذلك ورد قوائمها في بطنها وقيل: كانا على باب الجنة وكانا يخرجان منها وكان إبليس عدو الله قريبا من الباب, فوسوس لهما وقد دخل مع آدم الجنة لما دخل ورأى ما فيها من النعيم والكرامة ... وقيل: إن إبليس -عدو الله- لما سمع بدخول آدم الجنة حسده, وقال: يا ويلاه أأنا أعبد الله منذ كذا وكذا ألف


١ تفسير ابن كثير ج٣ ص١٩٢.
٢ سورة البقرة: من الآية ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>