للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعشاء والفجر ولا يخرجون منها حتى تطلع الشمس كما فعل النبي- صلى الله عليه وسلم -.

٢ـ يوم عرفة: يسير الحاج من منى إلى نمرة على طريق ضب [ (١) ] من يمين الطريق ونمرة كانت قرية خارج عرفات من جهة اليمين ببطن الوادي في حدود عرفة ببطن عُرنة، وهناك مسجد نمرة فيقيمون بها إلى الزوال. ويخطب بهم الإمام ثم إذا قضى الخطبة أذّن المؤذن وأقام لكل صلاة فيصلى الظهر والعصر جمعاً وقصراً كما فعل النبي- صلى الله عليه وسلم -،ويصلي خلفه جميع الحاج من أهل مكة وغيرهم،ثم بعد ذلك يذهب إلى عرفات، فهذه السنة.ولا يكاد الآن يذهب كثير من الحاج إلى نمرة ولا إلى مصلى النبي- صلى الله عليه وسلم - بل يدخلون عرفات قبل الزوال ومنهم من يدخلها ليلا ويبيتون بها قبل التعريف وهذا يجزئ معه الحج لكن فيه نقص عن السنة فعليه فعل ما يمكن من السنة مثل الجمع بين الصلاتين، والوقوف بعرفات ولا يخرجون منها حتى تغرب الشمس.ويجتهد في الذكر والدعاء هذه العشيِّة فإنه (ما رؤى إبليس في يوم هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أغيظ ولا أدحض من عشيِّة عرفة لما يرى من تنزيل الرحمة وتجاوز الله سبحانه عن الذنوب العظام إلا ما رؤى يوم بدر فإنه رأى جبريل يزع الملائكة) .أي يصفهم [ (٢) ] ويصح وقوف الحائض وغيرها. ويجوز الوقوف ماشياً وراكباً. وأما الأفضل فيختلف باختلاف الناس فإن كان ركوبه لحاجة الناس أو كان يشق عليه ترك الركوب وقف راكبا فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف راكباً. ولم يعين النبي - صلى الله عليه وسلم - لعرفة دعاء ولا ذكراً بل يدعو الرجل بما شاء من الأدعية الشرعية ويُكبر ويهلل ويذكر الله تعالى حتى تغرب


(١) -وهو المعروف الآن بطريق القناطر وافتراقه من مزدلفة ويقع جنوب المشاعر ويروى أن عطاء رحمه الله يسلكه ويقول: هي طريق موسى بن عمران عليه السلام (انظر تاريخ مكةللأزرقى٢/١٩١
(٢) ـ مالك في الموطا مرسلا باب جامع الحج والبغوي في شرح السنة الدعاء يوم عرفة.

<<  <   >  >>