للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأمور الدّعوة إلى الله، وأن تكون لديهم الكفاءة العلمية والخبرة بأحوال الناس وبقضاياهم؛ قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ}.

وقال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.

هذا، وبالله التوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

٢ - من أخلاق الدّعاة إلى الله

تعريف "الصّبر" في اللغة والاصطلاح

الحمد لله رب العالمين، بَشّر الصابرين بالفوز والنجاة يوم الدِّين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وإمام الدّاعين والمرسلين، ورحمة الله للناس أجمعين. أما بعد:

الصّبر:

١ - "الصّبْر" في اللغة: حَبْس النفْس عن الجزَع.

والتصبّر: تكلّف الصّبر.

وقيل: أصل الكلمة: من الشّدّة والقوّة. وقيل: مأخوذ من: الجمْع والضّمّ؛ فالصابر يجمع نفسه ويضمّها عن الهلع والجزع.

قال ابن القيم -رحمه الله-:

والتحقيق: أنّ في الصبر المعاني الثلاثة: المَنْع، والشّدة، والضّم.

٢ - و"الصّبر" بالمعنى الاصطلاحي هو: قوّة خُلُقية من قوى الإرادة الإنسانية، تُمكِّن الإنسان من ضبط نفسه لتَحمّل المتاعب والمشاقّ والآلام، وضبْطها عن الاندفاع بعوامل الضّجر والجزع، والسّأم والمَلل، والعجلة والرّعونة، والغضب والطيش، والخوف والطمع، والأهواء والشهوات والغرائز".

وقال الإمام أبو حامد الغزالي: "الصّبر: عبارة عن ثبات باعث الدِّين في مقاومة باعث الهوى".

<<  <   >  >>