{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}[النحل:١٧].
٥ - وضع القرآن الكريم، القواعد الكلية للمنهج العقليِّ للدَّعوة الإسلاميَّة، وقد فصل الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- هذا المنهج وأمر به أصحابه، ومن ذلك ما رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((تَفكَّرُوا في خَلقِ اللهِ، ولا تتفَكَّروا في الخالق، فإنَّكم لا تقدُرون قَدْره)).
كذلك نهى الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن أن يتحدَّث الإنسانُ فيما لا يعلم، أو أن يُمعن التفكر فيما ليس فيه مصلحة، فعن عمر -رضي الله عنه- قال:"نُهينا عن التَّكلُّف" رواه البخاري.
كذلك نهى الإسلام عن أن يبنيَ المسلم أفكاره ومعتقداته على الظن، أو أن يُخضعَ عقله للهوى، أو مؤثراتٍ اجتماعية، تقوم على التقليد.
وقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((إيَّاكم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديث)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
سادساً: آثار المنهج العقليِّ على المدعُوِّين
١ - تظهر آثار المنهج العقليِّ للدَّعوة إلى الله، من خلال الانتشار السريع والمستمرِّ للإسلام، فما يكاد الشَّخص تُلامسُ تعاليمُ الإسلام قلبَه وعقلَه، إلا ويستجيبُ لداعي العقلِ والفطرة.