أمّا الابن، فقد عصى أمْر والده نوح -عليه السلام-، وركب رأسه واتّبع هواه، واعتصم بالجبال من الماء، فكان من المغرقين. وتحركت فيه عاطفة الأبوّة الرحيمة فدعا ربه، كما قال تعالى:{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}؛ فامتثل -عليه السلام- لأمر الله، وصبر على قضائه.
ثانيا: إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام-.
حياته ودعوته خير مثال لصبر الأنبياء، وعزيمة المؤمنين، وقوّة الصابرين؛ فقد جمَع صلوات الله وسلامه عليه بين الصبر والحِلم وسعة الصدر، قال تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}.
هذا الحِلم والصّبر كان سِمة من سماته ومَعلماً من معالِم شخصيّته، ظهر ذلك واضحاً جلياً لمحاوراته لعُبّاد الأصنام، ومجادلاته لعُبّاد الكواكب، وتصدِّيه بقوّة