خامساً: يعطي الإسلام التصوّر الحقيقي للكون، ويضع للإنسان ضوابط استعماله الاستعمال الأفيد والأنفع له، ويحول دون العبث بسُنن الله في الخلْق والتكوين والفطرة.
سادساً: يضع الإسلام كلّ ما أودعه الله في الأرض مِن ثروات كبيرة وموارد ضخمة، تحت يد البشرية جمعاء، لا تنفرد بها أمّة، ولا يُحبسُ خيرها عن إنسان، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.
هذا هو العطاء الذي يُمكن أن تُقدّمه الحضارة والثقافة والدّعوة إلى الله للإنسانية، دون تفريق بينها.
وهذا هو المفهوم الحقيقي لمضمون الثقافة، وجوهرها الّذي يجب أن يتشكل منها عقل الدّاعي إلى الله، وفكرهُ، كما سنوضّحه في المحاضرة القادمة -إن شاء الله-.