للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نشأ ما يسمّى عند المسلمين بـ"علْم الرجال"، ونشأ "علْم الجرح والتعديل"، وهو علْم لم يكن عند أحد قبل المسلمين.

النقطة الثانية: النظر في لِقاء الراوي لِمَن روى عنه، وبالتّتبّع المُضني المستنِد إلى وسائل التّحقق التاريخية. تكون لدى محقّقي الأحاديث مستندات ذوات وزن علْمي، لنقد ما يرويه الرواة عمّن سبقهم، وبالنقد العلمي الدقيق يتمكن المحقِّق البصير من تقويم درجة رواية الحديث.

النقطة الثالثة: النظر في اتصال سلسلة الرواة، راوياً فراوياً، إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

النقطة الرابعة: النظر في الطريق أو الطُّرق المختلفة التي روَتْ كل حديث. ونشأ من متابعة التحقيق العلمي بالاستناد إلى هذا العنصر: تصنيف الأحاديث مع ذكر عدد طُرُق الرواة. واتّخذ المحدِّثون لذلك عدّة ألقاب في مصطلحاتهم، وهي: المتواتر، المشهور، العزيز، الآحاد، الغريب ...

النقطة الخامسة: النظر في متون الأحاديث المرويّة من طُرق مختلفة، بالمقارنة بينها، ولدى المقارنة لا بد أن تظهر وجوه اتّفاق ووجوه اختلاف.

هذه القواعد والعناصر التي من خلالها يُحكم على درجة صحّة الحديث النبوي الشريف، ينبغي على مَن ينخرط في سلْك الدّعاة أن يكون مُلماً بها.

ثانيا: وجوب تعرّف الدّعاة إلى الله على أئمّة الحديث وكُتُبهم، حيث لم تُعرف أمّة على وجه الأرض، ولم توجد حضارة من الحضارات القديمة أو الحديثة، مَن حشدتْ طاقاتها، وجيّشت علماءها، ورصدت كلّ قدراتها الفكرية والعملية، للمحافظة على ثوابتها العقائدية وكنوزها العلمية ومصادرها الثقافية، مثل أمّة الإسلام التي بذلت أقصى ما يستطيعه العقل البشري والفكر الإنساني من أجْل المحافظة على مصدرَيْها الأساسيَّيْن: القرآن الكريم، والسُّنّة النبوية.

<<  <   >  >>