٤- وارتبط قوله:{فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صلى} بقوله: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة} فهو مُسْتَبعِدٌ له مكذب به فهو لم يصدِّق ولم يصلِّ.
٥- كما ارتبط ذلك بقوله تعالى:{يُنَبَّأُ الإنسان يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} فإنه قدّم التكذيب والتولّي وأخّر التصديق والصلاة.
٦- وارتبط قوله:{فَلاَ صَدَّقَ} بقوله: {بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} ذلك أن التصديق أمر إيماني، وهو من دخائل النفوس التي لا يطلع عليها إلا الله. والإنسان أعلم من غيره بما في نفسه فهو على نفسه بصيرة، ثم إن الإيمان كما يقال: تصديقٌ بالجَنانِ وقولٌ باللسان وعمل بالأركان، فهو لم يصدّق بالجنان {فَلاَ صَدَّقَ} وكذّب باللسان، كما قال تعالى:{ولاكن كَذَّبَ} فأظهر التكذيب و {وتولى} ولم يعمل بالأركان فانتفت عنه حقيقة الإيمان.
٧- وارتبط عدم الصلاة والتولّي بإلقاء المعاذير، فإنه سَيُسأل عن ذلك، فيحاول أن يدفع عن نفسه بالمعاذير.
٨- وارتبط قوله:{فَلاَ صَدَّقَ} وقوله: {ولاكن كَذَّبَ} بقوله: {أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ} فإنه لم يؤمن، والإيمان باليوم الآخر من أهم أركان الإيمان.
٩- وارتبطت هاتان الآيتان أعني قوله:{فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صلى * ولاكن كَذَّبَ وتولى} بقوله: {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة * وَتَذَرُونَ الآخرة} فهو قد أحب العاجلة، فكذّب وتولى وترك الآخرة.
١٠- وارتبطتا بقوله:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} فإنه لو صدّق وصلّى لكان من أصحاب الوجوه الناضرة، ولكن كذّب وتولى فأصبح من أصحاب الوجوه الباسرة.