فمنهم من غروره فى الجهاد، ومنهم من غروره فى الزهد..
[الفرقة الأولى]
فمنهم فرقة أهملوا الفرائض.. واشتغلوا بالنوافل. وربما تعمقوا حتى خرجوا إلى السرف والعدوان كالذى تغلب عليه الوسوسة فى الوضوء فيبالغ فيه.. ولا يرضى الماء المحكوم بطهارته فى فتوى الشرع.. ويقدر الاحتمالات البعيدة قريبة من النجاسة.. وإذا آل الأمر إلى أكل الحلال قدر الاحتمالات القريبة، بعيدة وربما أكل الحرام المحض..
ولو انقلب بهذا الاحتياط من الماء إلى الطعام لكان أولى وتشبه بسيرة الصحابة رضى الله عنهم.. إذ توضأ عمر رضى الله عنه بماء فى جرة نصرانية مع ظهور احتمال النجاسة.. وكان مع هذا يدع أبوابا من الحلال وخوفا من الوقوع فى الحرام.