في القرن الثامن عشر، نزحت موجات كبيرة من قبائل بني سليم، من شمال إفريقية إلى مصر وكانت جملة هذه القبائل بقايا الحلف الهلالي الذي تدفقت جموعه على شمال إفريقية في زمن الفاطميين، فسكن فريق منهم، وأكثرهم من بني سليم، في الجبل الأخضر في برقة؛ وتوغل الفريق الآخر، وأكثرهم من بني هلال إلى سائر بلاد المغرب. ثم أخذ بنو سليم بعد بضعة قرون، يعودون إلى مصر، في موجات متوالية، وكانوا حينئذ قد اختلطوا بالبربر. وتعد هجرتهم في القرن الثامن عشر من أكبر الهجرات العربية التي وفدت إلى مصر من طريق الغرب. فملأوا الصحراء الغربية، وبعض جهات من وادي النيل. وإلى الآن ينتسب جميع العرب الساكنين على الساحل غربي الإسكندرية إلى قبيلة بني سليم هؤلاء. ومعظم فروع بني سليم تنتمي إلى السعادى، وهم أولاد أبي الليل، من سليم بن منصور، من القبائل العربية القيسية. ويتفرع السعادى إلى بطون أهمها: أ - البراغيث " أبناء برغوث ": ومنهم الفوايد " ومنهم أسرة لملوم " والرمّاح " ومنهم أسرة الباسل " والجبارنة " ومنهم الجوازي أولاد أبي جازية ". وقد انتشرت هذه البطون من غرب الإسكندرية إلى مديريات الفيوم والمنيا وبني سويف.
ب - العقاقرة " أبناء عقار " ومنهم الحرابي، وأولاد علي، والهنادي، وبني عونة، والجبالية. وقد انتشروا في أرض الدلتا شرقاً وغرباً وبعض مناطق الصحراء الغربية، وكان بين الهنادي وأولاد علي على معارك في البحيرة.