قيس بن عيلان، وسمي فزارة واسمه عمرو، لأن سعد بن ذبيان أخاه فزر ظهره فكانت به فزرة فسمى فزارة. وفي فزارة هذه عدة عشائر كبني شمخ وظالم ومرة ومازن وشكم وسعد ولوذان وغير ذلك. وفزارة هذه منها جماعة بالصعيد وجماعة بضواحي
القاهرة في قليوب وما حولها وبهم عرفت البلدة المسماة بخراب فزارة. وبأرض مصر أيضاً لواتة، وهم يزعمون أنهم من قيس ثم من ولد لواتة بن بربر بن جابر بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان وقيل: بر بن قيس بن عيلان، وقيل بر بن معد بن عدنان. وزعموا أن معد بن عدنان تزوج امرأة من بني إسرائيل فولدت له بر بن معد ثم عاد معد إلى الحجاز وترك براً عند أمه فخرج عندما كبر إلى أبيه معد فتعلم العربية بالحجاز وكان يعرف العبرانية لغة أمه، فلما مات أبوه معد بن عدنان ترك بر أخوته نزار بن معد وغيره ومضى نحو المغرب فتزوج هناك واعقب، وهذا قول باطل. وزعم بعضهم أن براً إنما هو ولد قيذار بن إسماعيل وأنه كان ارتكب ذنبا فطرده أبوه قبذار وقال له البر البر اذهب يا بر فما أنت بر، فأتى فلسطين فتزوج امرأة من العماليق فولدت له لواتة ومزاتة وزنارة وهوارة وزويلة ومغيلة ولمطة وكتامة وعمارة ونفوسة. فلما قتل جالوت على يد نبي الله داود عليه السلام دخلوا إلى بلاد المغرب، وهذا القول أيضاً لا يصح. وقيل بل البربر من ولد قبط بن قفط بن بيصر بن حام، وإن إفريقس بن قيس بن صيفي بن زرعة وهو حمير الأصغر بن سبأ الأصغر افتتح أفريقية فسميت به؛ وقيل ملكها جرجير فسميت حينئذ البرابر برابرا، وذلك أنه قال ما أكثر بربرتكم. والذي يشبه الصواب أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح عليه السلام، ثم من ولد بر، ويقال بر بن بديان بن كنعان المذكور وأن ضرى بن زجيك بن مادغس ابن بر ولد له برمادغس وبُرنُس فولد بُرنُس كتُامة وعَجِيسة ومَصمُودة وأوربة وورداجة وأوريغة فولد أوريغ بن بُرنس بن ضرى هوّار ولد مادغس بن ضرى