أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قد شرف هذا الحي من قيس ونعشهم ورفع من ذكرهم، وإني قدمت مصر فلم أر لها حظاً إلا أبياتاً من فهم وفيها كُوَرٌ ليس فيها أحد وليس يضر بأهلها نزولهم معهم، ولا يكسر ذلك خراجا، وهي بلبيس. فإن رأى أمير المؤمنين أن يُنْزِلها هذا الحي من قيسٍ فليفعل. فكتب إليه هشام: أنت ورأيك. فبعث إلى البادية فقدم عليه مائة أهل بيت من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، ومائة أهل بيت من بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، البطن المشهورة التي منها بنو كلاب وجعدة وعقيل وقشير والبكاء وعجلان وعبد الله وربيعة وسُواءة وهلال ونمير، ومائة أهل بيت هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ومائة أهل بيت من سليم فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع ونظر إلى الصدقة من العشور فصرفها إليهم، فاشتروا إبلاً فكانوا يحملون الطعام إلى القُلْزُم، فكان الرجل يتحصل له في الشهر العشرة دنانير وأكثر وأقل ثم أمرهم باشتراء الخيول، فجعل الذي يشتري المهر فلا يمكث إلا شهراً حتى يركب، وليس عليهم مؤنة في علف إبلهم ولا خيولهم لجودة مرعاهم. فلما بلغ ذلك عامة قومهم تحمل إليهم خمسمائة أهل بيت من البادية، فكانوا على مثل ذلك، فأقاموا سنة فأتاهم نحو من خمسمائة أهل بيت، ومات هشام وببلبيس ألف