مصباح وارتحل إلى وصاب فاخذ بها شرح اللمع لموسى الأصابي عن الفقيه أبي بكر الحناجي أخذه له عن المصنف وأخذ عنه شيئاً من كتب الحديث وكان يحفظ جامع البخاري من الصحيح عن ظهر غيب وقرأَ البيان على الفقيه عبد الله بدار يزيد في أيام القاضي أسعد وحج سنة فمرَّ في طريقه بالشيخ أبي الغيث ابن جميل فسلم عليه وسأَله أن يسمح له على صدره ولما ودعه سأله أن يبصق في فيه فبصق له ثم سافر فقيل للشيخ كيف أنت والجبلى فقال رجلاً كاملاً.
قال الجندي ولقد سمعت جماعة من العلماء وغيرهم مجمعين على زهده وورعه وكمال عبادته وحسن فقهه وصيانة عرضه وكان كثير الصيام لا يفطر غير الأيام المكروهة ثم لا يأكل من الأطعمة إلا ما يعرف حله. وكان شديداً في الطهارة مبالغاً فيها وكان إذا أراد الاغتسال نزل في قميصه في جارة عظيمة فينغمس فيها مرتين أو ثلاثاً ثم يخرج إلى صفا هنالك فلا يبرح يصلي عليه حتى تجف ثيابه وأمره في الطهارة شديد. قال ولقد رأيت الصفا الذي كان يصلي عليه فرأيت في موضع سجوده أثراً ظاهراً قال وأخبرني أبو بكر بن أحمد المازني عن الفقيه عبيد بن صالح عن الفقيه عمر بن محمد بن مصباح أنه رأى والدهُ محمداً وقد توفي في طريق الحج بمدينة حلي بن يعقوب فقال له ما فعل الله بك فقال غفر لي وأدخلني الجنة ويل للمتقشفين فقلت له كيف هو قال بخير ويل للمتقشفين ويل للمتقشفين فسألته عن الفقيه عمر بن سعيد المذكور وكان قد توفي فجعل يعظم ويصف ما أعطاه الله ويقول فقال نعم لكنه قشف ظاهره وباطنه لكنه قشف ظاهره وباطنه وجعل يكرر ذلك مراراً. ويروى أن رجلاً وصل إلى الفقيه أحمد بن جديل وقال له يا سيدي الفقيه رأيت قبلي التعكر نوراً من الأرض صاعداً حتى خرق السماء فما ذلك يا سيدي فقال له ذلك القطب ويوم يموت ترتج الأرض لموته.