قال علماء السير والأخبار لما توفي السلطان الملك الأشرف ممهد الدين عمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول رحمة الله عليه وأعلن الصائح بالترحم عليه والصباح السعيد على السلطان الملك المؤيد كما ذكرنا ارتجت المدينة وانزعج الناس وماج بعضهم في بعض فأمر السلطان بفتح أبواب الحصن فكان أول من طلع إليه من الناس الوزير القاضي حسام الدين حسان بن أسعد ين محمد بن موسى العمراني وزير أخيه المرحوم فاجتمع به وحلف لهُ الإيمان والمغلظة واستحلف له الجند والأمراء واعيان الدولة فيختلف عليه منهم اثنان ولم يمتنع عليه سهل ولا جبل ولا بلد ولا حضر. جرت أموره كلها على السداد والوفاق.
وكتب تاج الدين الموصلي في ذلك اليوم مكاتيب إلى بلاد التهائم بأجمعه والى الجبال بأجمعها والى جهة صنعاء والأشراف فدخل الناس في الطاعة أفواجاً وأمر بتجهيز أخيه وتنفيذ وصيته فخرجوا به من الحصن في صبيحة الليلة التي توفي فيها وإمامه الظافر والمظفر يمشيان واعيان الدولة جميعاً حتى دخلوا به مدرسته التي أنشأها في معزية تعز فدفن بها وأقام القراء عليه سبعة أيام كما جرت عادة الملوك.
وهنأه جماعة من الشعراء منهم الأديب شائق الدين يوسف بن محمد العنسي بقصيدة بديعة استهلال بارزة في قالب الكمال وهي:
القوس مرترة في كف باريها ... فليعلم الناس قاصيها ودانيها
وليلبس الكل منهم درع مسكنة ... كي يصبحوا في أمان من مراميها