للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل نعمة من ندا ملكٍ ... أبغي سالبها والذل كاسيها

يهنئ المؤيد بل تهنئ خلافته ... أني أهنيه منها ما أهنيها

خليفة الله من بعد الخليفة يا ... ملك الملوك جميعاً لا أحاشيها

أن الخلافة ما قرت ولا هدأت ... حتى رمت نفسها كف حاميها

أضحت محجلة الأيام مذ وقعت ... في كف داوودها غرا لياليها

وفيها يقول:

أن الرعية في أمنٍ وفي دعة ... وفي بُلَهْنيةٍ إذ أنت راعيها

وكم يد لهزبر الدين قد حملت ... لغير طالبها منها وراجيها

بلاد غسان ما انفكت دعائمها ... لما أنت من معاليه معاليها

ترى لملك آسٍ لوالده ... سقاه قبل أياديه وهاميها

وهنأه العفيف عبد الله بن جعفر بقصيدة أولها:

أملك داود أم ملك ابن داود ... ما أن أقيس بكنعان ونمرود

أفي الرواق هزبر تحت غابته ... أم الهزبر هزبر البأس والجود

بين السماء وبين الأرض مزدحم ... ومن القنا والظبا والشرب والقود

ومن ذوائب رايات إذا رفعت ... حسبتها طاردات بعد مطرود

تدافع الريح أن يجتاز ساحتها ... طوراً وتكمل طوراً في الأماليد

كان أمواج بحر الهند من زرد ... تفيض ما بين موضون ومسرود

لله من طود ملك في السماء سما ... وظل أمن على الآفاق ممدود

ورثت دولة غسان كما ورثت ... آباؤك الغلب من أجدادك الصيد

نامت جفون البرايا في حماك وفي ... أجفان سيفك أي تسهيد

فالأرض مشرقة والسحب مغدقة ... والنبت ما بين مخضود ومنضود

ولي مواعد من نعماك صادقة ... ومنك نعرف إنجاز المواعيد

كم انعم لك أيام الخليفة لي ... قد كان أول مسقي بها عودي

ولما علم الملك الناصر جلال الدين محمد بن الملك الأشرف بوفاة أبيه واستيلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>