وكان طوله عشر شبراً وكان إذا ركب مسحت قدمه الأرض وأدرك الإسلام فأسلم في أيام عمر رضي الله عنه ثم انتصر ولحق بالروم. وكان سبب تنصره أن رجلاً وطئَ على طرف ردائه وهو يطوف البيت. فالتفت إلى ذلك الرجل فلطمه لطمة هشمت انفه وكسرت سنه وخضرت عينه فاستعدى ذلك الرجل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر أرضه أو أقيدهُ. فقال إني ملك وهو سوقة: فقال لهُ عمر أن الإسلام قد سوَّى بينكما. فقال: أمهلني إلى غدٍ. فأمهلهُ. فلما جنَّ الليل خرج في حشمه وعبيده ومن أطاعهُ من قومهٍ فلحق بالروم وتنصر. ثم ندم على ما كان منهُ. وهو الذي يقول:
تنصرت الأملاك من أجل لطمة ... وما كان فيها لو صبَرتُ لها ضررْ
تكنفني فيها لجاجُ ونخوةُ ... فكنت كمن باع الصحيحة بالعَوَرْ
فيا ليتَ أمي لم تَلدْني وليتني ... رجعتُ إلى القول الذي قاله عمرْ
ويا ليتني أرْعى المَخَاض بقفرهِ ... وكنت غريباً في ربيعةَ أو مُضَرْ
أدينُ بما دانوا بهِ من شريعةٍ ... وقد يصبرُ العَودُ الضَّجُورُ على الديَرْ
قال عليُّ بن الحسن الخزرجي. ومن ولد جبلة بن الأيهم بنو رسول ملوك اليمن في الإسلام وسأذكرهم في الفصل الذي سأذكره بعد هذا أن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
فصلُ
[ذكر بني رسول ملوك اليمن في الإسلام]
قال عليُّ بن الحسن الخزرجي عاملهُ الله بإحسانهِ: كان اسمُ رسولٍ محمد بن هارون بن أبي الفتح بن يوحي بن رستم وهو من ذرية جبلة بن الأيهم بن الحارث بن جبلة بن الحارث بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة بن عمرو مزيقياءَ بن عامرٍ ماءِ السماء بن حارثة الغطريفِ بن امرئ