القيسِ البطريق بن ثعلبة البهلول ابن مازنٍ زاد السفر ويسمى قاتل الجوعِ أيضاً بن الأزدِ بن الغوث بن نبت بن مالكِ بن زيدِ بن كهلانَ بن سبأ بن يشجبَ بن يعربَ بن قحطانَ.
وكان من قضاء الله وقدرهِ السابق في عملهِ أنه لما تنصر جبلة بن الأيهم كما ذكرنا أولاً ولحق بالروم يومئذ أقام هنالك إلى أن هلك. قيل على شركه وقيل على الإسلام لان أبياته المذكورة التي يقول في أولها.
تنصرت الأشراف من أجل لطمةٍ. تشهد برغبته في الإسلام وندمه على مفارقته. والله اعلم بسريرته.
فلما هلك هنالك أقام ولدهُ بعدهُ ما شاء الله في بلاد الروم. ثم انتقل ولدهُ ومن انضم إليهم من قومهم إلى بلاد التركمان فسكنوا هنالك مع قبيلة من قبائل التركمان يقال لها مجك هي اشرف قبائل التركمان. فأقاموا بينهم وتكلموا بلغتهم وبعدوا عن العرب فانقطعت أخبارهم عن كثير من الناس. فكان كثير من الناس يظن أنهم من التركمان وهم مقيمون على أنسابهم. فلما خرج أهل هذا البيت إلى العراق نسبهم من يعرفهم إلى غسانً ونسبهم من لا يعرفهم إلى التركمان. وكانوا بيت شجاعة ورئاسة. وكان محمد بن هارون جليل القدر فيهم فأدناه الخليفة العباسي وأنس به واختصهُ برسالتهِ إلى الشام والى مصر ورفعَ الحجابَ فيما بينه وبينهُ فانطلق عليه اسم رسول وشهرَ بهِ وترك اسمهُ الحقيقي حتى جهلً. فلا عرفهُ إلا القليلُ من الناس. ثم انتقل من العراق إلى الشام ومن الشام إلى مصرَ فيمن معهُ من أولادهِ.
قال صاحبٌ السيرة المظفريةِ: فلما استوثق الملك لبني أيوب في مصر لم يزل معهم عصبة من بني رسول لعلمهم بتقدم منصبهم في الملك وعلق هممهم وشدة بسالتهم وثبوت آرائهم. فاجتمع رأي بني أيوب على أن يسلموا إليهمُ اليمن. فقال ذوو رأيهم إذا يستقون بها عليكم وينازعونكم في الشام. فأجمع رأيهم على تسييرهم إلى اليمن صحبة الملك المعظم تورانشاه بن أيوب. فخرجوا صحبته بعد أن استحلفهم له أخوهُ الملك الناصرُ يوسف بن أيوب وأوصاهم بحسن صحبته