والنصح في مسايرته وخدمته. وكان لهم في الديار المصرية جلالة ووجاهة وحظ ونباهة. وكانوا خمسة رجال يركبون من بيتٍ واحدٍ: ١ شمس الدين علي بن رسول: ٢ بدرُ الدين الحسن بن علي بن رسولٍ: ٣ نور الدين عمرُ بن علي بن رسول: ٤ فخر الدين أبو بكر بن علي بن رسول: ٥ شرف الدين موسى بن علي بن رسول. وكانوا غاية في الشجاعة والأقدام وحسن التدبير في الحرب. لاسيما أبوهم شمس الدين.
وكان ولده الأمير بدرُ الدين الحسن بن علي بن رسولٍ لا قوم لهُ في الحرب عدد وإن كثر. وكان نور الدين له عقل ثاقب ورأي صائب. وكان فخر الدين جواداً كريماً. وكان شرف الدين فارساً شاعراً فصيحاً وهو القائل في ذلك:
نكون حماتها ونذبُ عنها ... ويأكل فضلها القومُ اللئام
معاذ اللهِ حتى ننتضيها ... عقائق في العجاج لها ابتسامُ
فسمعه بعض المصريين فقال: خرجت اليمنُ من أيدي بني أيوب. وكان دخول الملك المعظمِ اليمن في سنة تسع وستين وخمسمائةٍ فأمام في اليمن السنة سبعين ثم رجع إلى مصرَ في سنةِ إحدى وسبعين. وترك في اليمن نواباً له يحملون خراجها إليه في كل سنةٍ إلى أن توفي في سنة ستٍ وسبعين وخمسمائة. فلما علم نوابهُ بموته اختلفوا فيما بينهم وتغلب كل واحدٍ منهم على ما تحت يدهِ. فلما علم الملك الناصرُ باختلافهم وتغلبهم على البلاد أرسل أخاهُ الملك العزيز طفتكين بن أيوبَ في قطعة من العساكر وكان دخوله اليمن في يوم السبت الثالث عسر من شوال سنة تسع وسبعين وخمسمائةٍ: فأقام في اليمن إلى أن توفي في السادس والعشرين من شوال سنة ثلاثٍ وتسعين وخمسمائة. فتولى الملك بعده ولدهُ المعزُ إسماعيل بن طفتكين بن أيوب فلم يزلْ بها إلى أن توفي مقتولاً بيد الأكراد يوم الأحد الثامن عشر من شهر رجب سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائة. فتولى الملكَ بعدهُ أخوهُ الناصر أيوب ابن طفتكين بن أيوب فلم يزل بها إلى أن توفي مسموماً ليلة الجمعة الثاني عشر من المحرم سنة عشر وستمائة. وقال الجندي: أول سنة إحدى عشرة وستمائة. وعندي أنه هو