قال علي بن الحسن الخزرجي عامله الله بالحسنى: لما توفي السلطان الملك الأفضل رحمة الله عليه في تاريخه المذكور وحصل الإجماع على قيام ولده السلطان الملك الأشرف إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر ابن علي بن رسول
الخائض الغمرات غير مدافع ... والشمَّري المظعن الرعميسا
ملكُ تصور غايةً في آية ... تنفى الظنون وتفسد التقييسا
لما سمعت به سمعت بواحدٍ ... ورأيته فرأيت منه خميسا
وكان انتظام بيعته بعد صلاة الجمعة من اليوم الحادي والعشرين من شعبان فلما انتظم الأمر باطناً وظاهراً. وجرى القلم بالسعادة أولاً وآخراً أنفق على العسكر نفقةً جيدة وسار بوالده إلى محروسة تعز فدفن يوم الاثنين الرابع والعشرين من الشهر المذكور. واستمرَّت القراءَة عليه سبعة أيام. ثم برزت أوامره إلى سائر الجهات بتقرير الأحوال واستخدام الرجال وأقام بقية شعبان وشهر رمضان وشوالاً وذا القعدة وصدر ذي الحجة والكتب من كل بلدٍ تصل إليه. والعرب من كل ناحية تفد عليه. وهو يجيب عن كل كتاب بما يقتضي. ويقابل كل واصل إليه بما يحب ويرتضى. حتى استوسقت البلاد دانيها وقاصيها. وأذعنت البرية طائعها وعاصيها. فلما انقضت أيام العيد. عزم على المسير إلى زبيد. فدخلها يوم السادس عشر