وعمرو بن النعمان. والنعمان بن النعمان وكلهم كان ملكا. وفيهم يقول حسان بن ثابت الأنصاري:
من يغر بالدهر أو يأمن ... من قبيل بعد عمرو وحجر
ملكا من جبل الثلج إلى ... جانبي أيلة من عبد وحر
ثم ملك بعده أخوه عمرو بن الحارث الأعرج وهو الذي أشار إليه النابغة الذبياني حين فارق النعمان بن المنذر. وفيه يقول:
عليّ لعمرو نعمة بعد نعمة ... ووالده ليست بذلت عقارب
قال ابن قتيبة: وكان يقال لعمرو بن الحارث أبو شمر الأصغر. وقال المسعودي: لما هلك الحارث الكبر كان أول ملك بعده الحارث ابن ثعلبة بن عمرو وقال. وأُمه ذات القرطين. قال: ثم ملك بعده النعمان ابن الحارث بن جبلة ابن الحارث بن ثعلبة بن جفنة: ثم ملك بعده عوف ابن أبي شمر. وكان ملكه حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر بغض الأخبار يبين أن حسان بن ثابت وفد على الحارث بن أبي شمر بالشام. وكان النعمان بن المنذر ملك الحيرة يساميه. فقال الحارث بن أبي شمر لحسان بن ثابت. يا ابن الفُريعة بلغني أنك تفضل النعمان عليّ فقال له حسان: وكيف أُفضله عليك أو أساميك به. فوالله لقفاك احسن من وجهك ولأمك اشرف منابيه ولشمالك أجود من يمينه ولقليلك اكثر من كثيره ولثمادك أمرع من غديره ولكرسيك أوسع سريره ولجداولك اغرز من بحوره وليومك أطول من شهوره وإنك لمن غسان وإنه لمن لخم فكيف أُفضله عليك أو أُدله بك. فقال يا الفُريعة أن هذا لا يُسمّع إلا في شعر فقال: