ويروى أنه كان لهُ خمسمائة فارس في مصر يجاهد الإفرنج ويحمل حواتكها من اليمن مع ما كان يحمله إليهم من أصناف الهدايا والتحف.
ويروى أن ملك الصين حرم على المسلمين في بلده الختان فتعبوا من ذلك وضاقوا فكتب إليه السلطان الملك المظفر رحمهُ الله كتاباً يشفع إليه في الإِذن لهم وأرسل إليه بهدية سنية توافق مراده فقبل شفاعته وأذن لهم في ذلك. وظهر له من الولد سبعة عشر ذكراً مات أكثرهم في سن الطفولة وعاش منهم بعد وفاته خمسة رجال وهم: عمر الأشرف. وداود المؤيد. وإبراهيم الواثق. وحسن المسعود. وأبو المنصور. وكلهم ولي ملكاً وخطب له على المنابر وضربت السكة على اسمهِ إلا المسعود فإنه لم يتصل بشيءٍ من ذلك. وكان وزيره القاضي بهاء الدين محمد بن أسعد العُمراني. ومدحهُ عدَّة من الشعراء الفصحاء المشهورين منهم الشاعر المشهور محمد بن حمير وكان أوحد عصرهِ أدرك صدراً من دولتهِ ولهُ فيهِ غرر المدائح في أيام إمارتهِ وأيام خلافته. وهو القائل يهنئهُ في أيام إمارته وقد أقطعه والدهُ رمع وظهر له يومئذِ ولده الملك الأشرف فقال يهنئهُ
هنيت بالولد الميمون والبلدِ ... ولا برحت سعيداً مدَّة الأبد
في غرَّة البدرِ في عمر الشوامخ في ... سعادة المشتري في جبهة الأسد
أُعيذهُ بعد أسماءِ الإِلهِ بقل ... وقل وقل وبحمد الواحد الصمد
من العيون ومن ريب المنون ومن ... دقس المنون ومن نفاثة العقد
ومنهم القاسم بن هتيمل شاعر المخلاف السليماني رحمه الله. وكان فصيحاً حسن الشعر مداحاً وله في السلطان الملك المظفر رحمة الله عليه عدة قصائد من المشهورات من ذلك قوله:
اَّعدلي أَحاديث الفريق وكرر ... وهات لنا عن حاجر ومحجر