جهز عسكرا فظفروا بإبراهيم بن سعد بن عبد العزيز وكان فارس الجافل يومئذ فقتلوه واحترزوا رأسه فظفرت خيل الصعيد بخمسة من العجالم فقتلوهم.
وفي شهر شعبان من هذه السنة توجه السلطان إلى اليمن فدخل حصن تعز المحروس آخر يوم من شعبان وقيل أول يوم من رمضان.
في هذه السنة توفي الملك العادل صلاح الدين أبو بكر بن الملك الأشرف وكانت وفاته رحمه الله في قرية ضراس وفي آخر شهر رمضان طلع الشريف عماد الدين إدريس بن علي إلى تعز المحروس بسبب العيد. وحضر جماعة من الشعراء وقام الفقيه عفيف الدين عبد الله بن جعفر بقصيدة طنانة من عيون شعره فأنشدت يوم العيد وهي
أثمار هذا القضيب الرطب ألوان ... كرم وطلع وتفاح ورمان
أهكذا الفضة البيضاء قد نبتت ... غصنُ وزهر بها في الخد عقيانُ
ظبيُ مباسمه در وريقنه ... خمر وأنفاسه روح وريحانُ
وأضرم الحسن في أمواج وجنته ... ناراً لها مهج الأكباد قربانُ
عجبت إذ نبت المرجان في فمه ... وقبلها لم يكن في العذب مرجان
تصوير شخصك في عينيَّ ممتنع ... أن يلتقي لي فوق النوم أجفان
هذى دموعي بوجدي فيك شاهدة ... ينبيك بالشان ما يجري به الشان
ما اختص ناظرك الساجي لأنفسنا ... بفتنة كل شيءٍ منك فتان
لا تمش بالصب في طرق الهوى مرحاً ... واقصد كما قال في فحواه لقمان
أَتستبيح جهاراً قتل أَنفسنا ... والأَرض فيها هزبر الدين سلطان
سيف من الله لولا حده عبدت ... مع المهيمن أصنام وأَوثان
ملك مكارمهُ غيث ونجدتهُ ... غوث وأيامهُ أَمن وإيمان
في سلمه لشديد الناس مدراَة ... يرضى الإله وحد السيف غضبان