للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فانهزم العسكر السلطاني قبل وصول الإمام ولم يبق إلا الشريف عماد الدين في أربعة أفراس فأُسر الشريف عماد الدين وقتل ابن عمه قاسم بن الإبريس وأسّر خاله وسلم الرابع بعد أن عقر حصانه وقتل في الوقعة الأمير جمال الدين غازي بن أبي بكر بن خضر. وكان يومئذ والي الموقر والمخلافة والسرددية وقتل سبعة من الرجل. وأَقام الشريف عماد الدين مأْسوراً نحواً من نصف شهر. ثم افلت فلحق بحصن عزان الذي لابني شرحبيل فجمع الإمام جموعه وزحف عليه فلم يظفر بشيءٍ. وتسلم الأمير حصن المفتاح يوم الخامس عشر من شهر رمضان بعد أن أفرغ ابن الطماح جميع ما فيه من شحنة وصبر وهو ومن معه على أهون القوت. وانتقل الشريف عماد الدين إلى الظفر حصن الإماء بني صفي الدين في نصف شهر رمضان. وقد كان السلطان جهز ولده الملك المظفر والصاحب موفق الدين إلى الشرف قبل الواقعة فلقيهما الخبر وهما بالمهجم فسارا وحظا في قلحاح. ثم ساروا إلى موضع محطة الشريف عماد الدين فهزموا عسكر الإمام وقتل السيخ الرّياحي صاحب جبل تيس. ثم انتقل الشريف من الحصن المذكور إلى محطة الملك المظفر بقلحاح فأقام عنده على أحسن حال إلى الرابع عشر من شوال وأمره بالإقامة في جبل الساهل وترك عنده من العسكر ألف راجل. ونزل المظفر والصاحب موفق الدين إلى تهامة. وتجهز الأمير شمس الدين عباس بن محمد بن عباس إلى حجة لحرب إبراهيم بن مطهر بذروان فقط عباس في سهل شمسان. ولما تطاولت الفتنة بين السلطان والإمام استقرَّ الحال على ذمة من السلطان مدة سنة كاملة يستريح الناس من الفتنة وتضع الحرب أوزارها ورجع الملك المظفر والصاحب والأمير شمس الدين إلى الأبواب السلطانية بزبيد.

وفي هذه السنة توفي السلطان الملك الواثق إبراهيم بن السلطان الملك المظفر شمي الدين يوسف بن عمر بن علي بن رسول في ظفار الحبوضي وكان فريداً في محاسنه وله معرفة في الأدب ومشاركة في فنون العلم وكان يقول الشعر ويحسر عليهِ الجوائز السنية.

<<  <  ج: ص:  >  >>