وفيها توفي الطوشي الأجل أبو السعود شهاب الدين صلاح بن عبد الله المؤيدي. وكان خادماً حازماً يقضاً ذا رئاسة وكرم نفس. وكان زمام الملك المؤيد ثم جعله زماماً لام ولده الملك المجاهد فشهرت به فما تعرف إلا بجهة صلاح. وكانت وفاته يوم الثاني والعشرين من رمضان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو عمران موسى بن الحسين الحميري. وكان فقيهاً فاضلاً ذا عبادة عالية وورع كامل. وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي القاضي شرف الدين أبو القاسم حسان بن الفقيه اسعد بن الفقيه محمد بن موسى العمراني وزير الملك الأشراف عمر بن يوسف بن علي بن رسول. وكان أحد أعيان زمانه فضلاً ورئاسة ونبلاً. ونكب هو وأهله في الدولة المويدية وجرى عليهم من المصادرة والهتك ما قد شهر وذكر. ولم يزل في خمول آلي أن توفي السلطان الملك المؤيد رحمة الله عليه وعليهم أجمعين. فلما تولى السلطنة ولده السلطان الملك المجاهد عطف عليهم وأعادهم آلي مما كنهم وأجرى عليهم جريات سنية إلى أن توفي القاضي المذكور. وكانت وفاته يوم الحادي عشر من شهر صفر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة أربع وعشرين اقتتل أجناد الحصن والشفاليت الذين هم مع ابن حسين الأمير في الحصن وكانوا اكثر من الأجناد أضعافاً مضاعفة فاستعاذت الأجناد بأهل المغربة واستعاذ أهل المعربة بأهل صبر أيضاً. فكان الشفاليت ومن في الحصن يداً واحدة وكان أهل المعربة وأهل صبر يداً واحدة وتطاولت الحرب بينهم فكتب بعض أهل تعز إلى المماليك الذين في زبيد يخبرهم بأن الحرب بين العسكر وأهل المدينة فخرجت المماليك من زبيد إلى تعز فوصلوا تعز يوم الثالث من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة فحطوا ما بين الأجناد والسائلة ولم يحصل منهم على أحد غيار.
وفي هذا التاريخ نزل الملك المفضل وأخوه الملك الفائز أبناء الملك المظفر