العساكر بعدن يريدها لنفسه على كره من الظاهر وغيره وفي هذه السنة توفيت الجهة الكريمة ماء السماء ابنة السلطان الملك المظفر شمس الدين يوسف بن علي بن رسول وأمها بنت أسد الدين محمد بن الحسن بن علي بن رسول. وكانت من أخير الواتين كثيرة الشفقة والإحسان إلى ألا هلها وغيرهم وكان لها من الآثار المثبتة للذكر المدرسة التي في مدينة زبيد المعروفة بالواثقة لبيت أخيها الملك الواثق جعلت فيها إماما ومؤذناً وقيماً ومعلماً وأيتاماً يتعلمون القرآن ومدرساً وطلبة يقرؤون العلم ووقفت عليهم من أملاكها ما يقوم بكفايتهم. وكانت وفاتها في قرية التربية قرية من قرى وادي زبيد معروفة يوم السادس من شعبان من السنة المذكورة ودفنت عند الشيخ الصالح عيسى الهمار رحمه الله عليهم أجمعين. وفيها توفي الفقيه الفاضل عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن محمد أبا حسان الحضري الشامي. وكان قدم زبيد وهو ابن أربعين سنة. وتفقه في أبيات حسين ثم سافر إلى مكة المشرفة فأدرك ابن السبعين واخذ عن أصحابه. وكانت له يد في التصوف وفي النحو والحديث وصنف فيها وكان ورعاً زاهداً عابداً صحب الفقيه إسماعيل الحضرمي وجماعة من أصحاب أبى الغيث بن جميل وابن عجيل. وتوفي على ذلك وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمة الله عليه بعد جاوز عمره مائة سنة لم يتغير له سمع ولا بصر ولا ذهن وتوفي عن عدة بنات وولد ذكر فتوفي الولد بعد أبيه بمدة يسيرة. وكان وفاته في سنة سبع وعشرين وسبعمائة ولم يكن له من الذكور ألا هذا بعده كما ذكرنا رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل إسماعيل بن أحمد بن علي بن محمد بن سليمان المسلى نسبا الخلي بلدا نسبة إلى قرية بحجر تعرف بخلة بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام قبل هاء التأنيث وكان فقيهاً مبارك متفنناً أولا بعمه ثم بمحمد بن أبي بكر أبى ألا صبحي ثم بالإمام علي بن أحمد ألا صبحي ثم بابن الرسول وأخذ عن صالح بن عمر وغيره وليس في تلك الجبال التي في شرقي الجند فقيه معروف بالفقه والتحقيق