ونزل أيضاً الأمير أسد الدين محمد بن الحسن بن عليّ بن رسول في صحبته أيضاً فلما أستقر السلطان في دار ملكه رجع الأمير أسد الدين إلى صنعاءَ.
وفي هذه السنة توفي الأمام العلامة ابو العتيق ابو بكر بن الشيخ يحيى ابن اسحق بن علي بن اسحق العياني ثم السكسكي نسبة إلى عُيانة بضم العين المهملة وفتح المثناة من تحتها وبعد الألف نون مفتوحة وآخر الاسم هاءُ تأنيث وهي قرية معروفة. وكان والده الشيخ يحيى من أعيان أهل اليمن في الصلاح والجود والثروة وفعل الخير وكثرة الحج.
ولما علم به صاحب بغداد وتحقق حسن سيرته كتب له مسامحة في أرضه وإن تبقى على ذريته ما بقي منهم إنسان. قال الجندي وهي بأيدي ذريته إلى الآن يجزن عليها وذريته اكمل أهل وقتنا في فعل المعروف وإطعام الطعام. وكان كثير الزيارة لفقهاء ذي اشرف فلما سمعهم يثنون على الفقيه إبراهيم حديث بجودة الفقه والدين سأله أن ينتقل معه إلى جبا ليقرئ ابنه أبا بكر المذكور فأَجاب إلى ذلك وسار معه فثقفه به أبو بكر المذكور. وأخذ عن الإمام سيف السنة عدة من كتب الحديث وكان ممن حضر السماع لصحيح مسلم عليه في مدينة الجند.
وحجم مكة سنة ثمانين وخمسمائة فلما رجع إلى مدينة زبيد أخذ بها عن الفقيه عباس بن محمد الآتي ذكره أن شاءَ لله تعالى. وكان فقيهاً محققاً مدققاً ذا صلاح مشهور وعلم مذكور فقصده الطلبة من أنحاء اليمن رغبة في علمه وإنسانيته. ومن أخذ عنه ولده يحيى وأخوهُ محمد ومن المشرق أحمد بن محمد ابن منصور الجنيد وعثمان بن اسعد الشعبي وطائفة من فقهاء الجبال ومن فقهاء تهامة إبراهيم بن علي بن عجيل وعلي بن قاسم الحكمي وعلي بن مسعود الكتبي من أهل المحالفة وغيرهم. وهم أكثر فقهاء الجبال أصحاباً. قال الجندي واخبرني الثقة أنه حج سنة ولم يستطع الزيارة إلى المدينة فقلق لذلك قلقاً شديداً فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له يا أبا بكر لما لم تزرنا زرناك فقال بكرمك يا رسول الله فعلت ذلك لي فادع لي