للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشراف على حرض كما ذكرنا وحاصروا الأمير بهاء الدين فكتب القاضي جمال الدين محمد بن الشريف إلى مقام السلطان يحقق له حقيقة ذلك الأمر ويستمده بالعسكر فأمده بالأمير شمس الدين على بن إسماعيل بن إياس والأمير سيف الدين طغى. فلما استولى الأشراف على حرض أقاموا فيها أياماً ثم توجهوا نحو المهجم فارتفع الشريف ومن معه إلى الكدراء ووصله الأمير شمس الدين علي بن إياس والأمير سيف الدين طغى. فلما وصل الأشراف المهجم أقاموا فيها اياماً ثم توجهوا نحو الكدراء فارتفع ابن الشريف وسائر عسكر السلطان إلى القحمة. وكان في القحمة يومئذ فخر الدين زياد ابن أحمد الكاملي فاجتمع العسكر عنده واستعدوا لقتال فقصدتهم الأشراف إلى القحمة يوم الأربعاء ثالث عشر شهر جمادى الأولى. وكان السلطان قد أرسل بخزانة جيدة صحبة الأمير شمس الدين بن إياس خارجاً عن خراج الجهات الشامية التي تحت يد ابن الشريف فاقترفت كلمة المقدمين وأمسك كل منهم ما عنده من المال ولم ينفقوا على العسر شيئاً فقصدهم العدوّ وهم على غير اتفاق فتخاذلوا وانهزموا وقتل ابن الشريف والقاضي تقي الدين عمر ابن محيا والأمير سيف الدين طغى وقتل جماعة من الغز والعرب وأسر الأمير فخر الدين زياد بن أحمد الكاملي وانهزم ابن إياس في بقية العسكر إلى زبيد فلما دخلوا زبيد على هذه الحالة أجتمع أرباب الفساد من كل ناحية واختلف العوارين بالليل على قتل ابن إياس. فلما أصبح يوم الخميس الرابع عشر من الشهر المذكور ركب ابن إياس إلى دار السلطان وركب بركوبه أمير المدينة وهو الأمير فخر الدين أبو بكر بن نور ومشدّ الوادي يومئذ وهو القاضي سراج الدين عبد اللطيف بن محمد بن سالم وناظر البلاد وهو الأمير جمال الدين محمد بن على العرس وصاحب فشال وهو القاضي جمال الدين محمد بن إبراهيم الجلاد. واتفقوا جميعاً على أن يعدوا العسكر فاجتمع العوارين من أهل زبيد ومن انضم إليهم من غيرها وتقدموا إلى الأمير شمس الدين ابن إياس وطالبوا بالنفقة عليهم كسائر العسكر فشتمهم الأمير شمس الدين وزجرهم بالكلام ووبخهم وأمر العسكر بلزمهم وكانوا نحواً من عشر رجال وهم أعيانهم ولم يعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>