بعضهم مطلباً عنيفاً فافتدوا أنفسهم منه بما طلب. ولم يزل على هذا الأمر إلى أن رجع السلطان من المهجم فلما استقر ركابه العالي في مدينة زبيد أمر بالقبض عليه واستمر عوضه الأمير علاء الدين شنجل وصودر مصادرة قبيحة على يد القاضي رشيد الدين عمر بن أحمد الشتيري.
وفي هذه السنة المذكورة تصدَّق السلطان رحمه الله تعالى على كافة الرعايا في سائر جهات المملكة اليمنية بان يمسح بالذراع المظفري فسماء الناس الأفضلي لكونه الذي أجراه لهم صدقة تامة وعامة لا يختص بها أحد. دون أحد وهي من إحدى فعلاته المشهورات. وأجرى لبعضهم مزال خمس فيما تدور عليه الحبال ولبعضهم مزال الربع صدقة مؤبدة يتصل بها القوى والضعيف رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
وفيما استمر القاضي سراج الدين عبد اللطيف بن محمد بن سالم مشدَّا في وادي زبيد المبارك.
وفيها توفي القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن عمر اليحيوي. وكان غلمان الدولة المجاهدية ولي إمارة الجند في آثام المجاهد ونال من المجاهد شفقة تامة وكان محباً للصوفية وينسب إليهم. وولى نظر الأوقاف في الدولة الأفضلية. وكانت وفاته ليلة الثلاثاء السابع من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة إحدى وسبعين خرج الأشراف بحرض على الأمير بهاد الدين الظفاري ورفعوا أيديهم عن الطاعة ووصلهم السيد إبراهيم بن يحيى الهدوي والأمير نور الدين محمد بن ميكائيل في عسكر كثيف وجماعة من بني حمزة فحصروا الأمير بهاء الدين في دار حرض أياماً كان يقاتلهم بكرة وعشية فخانه جماعة من أصحابه وأسلموه. فلما رأى ما نزل به استأمن من الشريف شمس الدين علي بن محمد المسمى مسلة وخرج متوجهاً إلى اليمن. وكان السلطان رحمه الله تعالى قد ندب القاضي جمال الدين محمد بن عمر الشريف والقاضي تقي الدين عمر بن محمد بن محيا في جماعة من العسكر لجباية الأموال في الجهات الشامية. فلما صاروا في المهجم نزل